هل منع ميداوي ميراوي من السلام عليه فعلا؟

 هل منع ميداوي ميراوي من السلام عليه فعلا؟
آخر ساعة
الجمعة 25 أكتوبر 2024 - 12:17

جدل كبير أثاره تصرف الوزير عز الدين ميداوي، وزير التعليم والبحث العلمي، في حق سلفه عبد اللطيف ميرواي، عندما بدا أنه منعه من احتضانه والسلام عليه خلال مراسيم تسليم السلط بينهما.

لقطة عفوية عابرة، لكنها نالت نصيبها من الجدل، إلى درجة البحث عن خلفيتها، ومحاولة تأويلها باعتبارها دلالة على خلاف حقيقي سابق بين الرجلين.

والمتابع للقطة يبدو له بشكل جلي أن ميراوي منع ميداوي من حضنه وهو يسحبه خارج المكان، في الغالب من أجل حديث جانبي، أو كدعوة للمكوث لمدة أطول.

وبالتالي، فإن المنع لم يكن بطريقة فجة كما حاول البعض تفسيرها، بل كان منعاً من سلام الوداع، من أجل إطالة اللحظة لا أكثر.. أو على الأقل، هذا ما بدا من خلال قراءة لغة الجسد في اللقطة.

قبل هذا، لم يبدُ على الوزير الجديد أنه يحمل ضغينة لسابقه، وهو يشيد بإنجازات عبد اللطيف ميراوي وبما حققه طيلة تواجده على رأس الوزارة.

الرجلان تبادلا أيضا الكثير من القفشات أثناء لحظة تسليم السلط، كما أن ميراوي مازح ميداوي قائلا "كاتطير ف الفرنسية"، ليجيبه ميراوي "نشوفو إذا كونتي كاتطير ف العربية".

لكن هذا لم يشفع لميداوي في حركته، وتم تأويل ما فعله على أنه "تصفية حسابات" مردّها إلى خلافات قديمة بين الرجلين، لأن ميراوي أقدم خلال ولايته، في أول قرار بعد تعيينه، على إقالة ميداوي من رئاسة جامعة ابن طفيل بالقنيطرة.

هذا القرار كان قد خلف حينها استنكارا واسعا في الأوساط الجامعية، نظرا لكفاءة ميداوي الأكاديمية، وأحقيته بمنصبه.

آخرون ذهبوا أبعد من ذلك، وأشادوا بهذا السلوك باعتباره صراحةً واضحة وعدم إخفاء لما اعتبروه "عداءً" بين الرجلين، في حين رآى آخرون أن الأمر لا يليق برجل دولة.

وعموما، وأيا كانت أسباب هذه اللقطة التي أثارت جدلا، فإن الملف الثقيل الذي تركه ميراوي لميداوي، يجعل الفرق بينهما، ليس في حرف الدال فقط، بل بما سيقوم به ميداوي في هذا الملف الشائك الذي دام شهوراً طويلة دون أي ضوء في آخر النفق.